جريدة الانتقاد 13/6/2003عصام البستانيإنجاز حضاري قدمته بلدية تمنين التحتا إلى أبناء البلدة في ذكرى التحرير، حمل اسم هذا الانجاز وافتتح برعاية قائد الانتصار الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله.
"حديقة الانتصار والتحرير" التي بدأ العمل بها قبل عامين في ذكرى الانتصار المشهود الذي تحقق في الخامس والعشرين من أيار/ مايو عام ألفين، كانت في هذا العام وفي الذكرى نفسها درّة إنجازات البلدية التي عملت على مدى سنوات ولايتها من أجل استنهاض الوضع البائس الذي كانت تعيشه البلدة على مدى عقود.
تقوم الحديقة على مساحة خمسة آلاف متر مربع، وهي مشغولة بفن وحرفة لتقدم للأهالي الذين عانوا من فقدان مشاعات البلدة بسبب فوضى سنوات الحرب، متنفساً رائعاً يسمح لهم بتلمّس اللون الأخضر الذي كادت البلدة تخلو منه لولا الجهود الكبيرة التي قامت بها البلدية، والتي نتج عنها زرع آلاف الأشجار في مختلف أنحاء وشوارع البلدة، الأمر الذي انعكس استعادة للصورة الحقيقية لهذه البلدة التي تجاور نهر الليطاني وينبع من أرضها ألف "عين" و"عين"، راسمة لوحة جميلة خاف الأهالي من اندثارها.. وها هي بدأت تعود من جديد.
الحديقة التي تحتوي على أشجار جميلة وورود متنوعة ومساحات خضراء مفتوحة، هي واحدة من عدة مشاريع قامت بها البلدية خلال السنوات الماضية، تحدث عنها رئيس البلدية السيد مهدي مرتضى لـ"الانتقاد"، بادئاً بمشروع مد شبكة المياه في جميع شوارع البلدة لكل بيوتها، واعداً بـ"وصول المياه إلى كل بيت بعد اكتمال الإجراءات القانونية التي تتابع بشكل حثيث في الدوائر الرسمية، والتي ستخرج إلى النور في الأيام القادمة"، ومشيراً إلى مشروع "الحاووز"، وهي العين التقليدية للبلدة التي كانت قد اندثرت خلال السنوات الماضية ليصبح الناس في البلدة بلا مصدر مياه، مفتشين عن قطرة ماء الشرب في القرى المجاورة، وإذ بهذا المشروع الذي نفذته البلدية عبر جر مياه بئر ارتوازية من جوار البلدة إلى "الحاووز" يعيد الماء المراقبة والنظيفة إلى أهالي البلدة، ويجعلها مقصداً للجوار من أجل الحصول على المياه.
وهناك مشروع استكمال شبكة مياه الصرف الصحي، وحل الأزمة التي كانت متولدة عن عدم إكمال المشروع خلال المرحلة الماضية، الأمر الذي جعل المياه المبتذلة تصب في سهول البلدة مسببة أزمة أكبر من تلك التي حلّتها، فيما الوضع اليوم أصبح أفضل بكثير.. فامتدت شبكة الصرف إلى معظم أحياء البلدة، وابتعد الخطر عن الأراضي الزراعية، بانتظار إنشاء محطة التكرير التي وعدت السلطات المنطقة بها، ما يقضي على هذه المشكلة بشكل نهائي.
مشروع الجسور وتوسيع مداخل البلدة مشروع آخر يعتبر من الانجازات المهمة للبلدية، حيث جرى توسيع الجسور المقامة على مجرى المياه الذي يتوسط البلدة، إضافة إلى بناء حيطان دعم لمعظم المسافة التي يقطعها هذا المجرى من شمالها إلى جنوبها، على أن يستكمل العمل في الجزء الباقي خلال المرحلة المقبلة.
هناك أيضاً توسيع العديد من شوارع البلدة وتعبيد معظم الشوارع بشكل مدروس، إضافة إلى إقامة شبكة من الأقنية المخصصة لمياه الأمطار لحماية هذه الشوارع.
المشاريع التي نفذتها البلدية خلال السنوات الخمس الماضية أكثر مما ذكر، ولكن مرتضى يتوقف عن سرد تفاصيلها، متحدثاً عن رؤية تحكم عمل البلدية خلال المرحلة القادمة تتمثل بالتأسيس لعدة مشاريع مستقبلية.. ويعبر عن شكره لكل من ساهم في إنجاح هذه المسيرة الإنمائية، خاصاً بالشكر قيادة حزب الله ونواب المنطقة، وتحديداً نواب كتلة الوفاء للمقاومة الذين لم يدخروا جهداً في تقديم الدعم والمواكبة للمشاريع التي قامت بها البلدية.
وإذ يثني مرتضى على تعاون أهالي البلدة خلال السنوات الماضية مع المجلس البلدي، يدعو إلى التقدم خطوة أكبر في هذا التعاون من خلال الالتزام بدفع الرسوم والضرائب البلدية المستحقة، لأن هذا الالتزام يؤدي إلى تسريع العمل بالكثير من المشاريع وإنجازها بسرعة أكبر.
وحفل افتتاح الحديقة الذي كان مناسبة للحديث عن كل هذه الانجازات، كان عرساً حقيقياً في تمنين التحتا، حيث اجتمع الأهالي في موقع الحفل قرب الحديقة المنجزة، وشاركوا في حفل خطابي إنشادي حضره عدد من النواب ورؤساء وأعضاء المجالس البلدية والمختارين والمجالس الاختيارية والشخصيات السياسية والاجتماعية من البلدة والبلدات المجاورة.
وكانت كلمة لرئيس البلدية عدّد فيها الانجازات، رابطاً بين اختيار اسم الحديقة وموعد افتتاحها، وبين التضحيات التي قدمها أهل المقاومة في البلدة والشهداء من أبناء البلدة الذين قضوا على درب هذا المسار الكبير حتى التحرير.
كما ألقى قائمقام بعلبك عمر ياسين كلمة أشاد فيها بجهود البلدية ونشاط مجلسها وتفانيهم في خدمة الشأن العام، داعياً إلى التجاوب مع البلدية والوقوف إلى جانبها.
راعي الاحتفال الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله كانت له كلمة في المهرجان ألقاها ممثله عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب عمار الموسوي، الذي تناول الأوضاع الراهنة وبارك جهود البلدية ونشاطاتها في تنمية البلدة وخدمةالأهالي. واعتبر أن العمل الإنمائي هو عمل مقاوم، وهذا من صلب واجب ووجود المقاومة.