2008-01-29
صحيفة العرب القطرية - بيروت - عمادالدين رائف
تعتبر منطقة بعلبك الهرمل من أشد المناطق اللبنانية حرماناً وتهميشاً على خارطة التنمية المحلية، فكيف بواقع الأشخاص المعوقين الذين هم من الفئات المهمَّشة أصلاً على طول خارطة الوطن الصغير لبنان.
انطلق مكتب دعم الإعاقة في مدينة بعلبك التي تقع شمال شرق بيروت على بعد 90 كم، قرب الحدود السورية، ليحتضن قضايا الإعاقة في هذه المنطقة. وفي هذا السياق التقت «العرب» منسقة المكتب التابع لاتحاد المقعدين اللبنانيين ضحى يحفوفي، وهي معالجة انشغالية تمرست في العمل الاجتماعي لفترة ما بعد حرب يوليو 2006.
حول العمل في المنطقة تقول: «مر لبنان في فترة إغاثة بعد حرب يوليو، كان عملنا حينذاك مختلفا، فقمنا بإنشاء قاعدة بيانات بُنيت على مسح ميداني للأشخاص الذين استجدت لديهم إعاقات من جرَّاء الحرب، ولمراكز الخدمات والجمعيات والمستشفيات والمدارس، ولمراكز العلاج الموجودة في المنطقة، هادفين إلى خلق نظام متكامل للإحالة، لنلعب بعدها دور الوسيط الذي يحول صاحب الحاجة إلى الجهة التي تقدم الخدمات»، ماذا عن الخدمات التي لا تقدمها هذه الجهات؟ تجيب: «لقد قمنا بالفعل بتأمين الخدمات غير المتوافرة كالعلاج النفسي، والتجهيز الهندسي الذي يتلاءم واحتياجات المعوقين في وحداتهم السكنية، وتقديم الأطراف الاصطناعية، والأجهزة السمعية لضعاف السمع، وجلسات العلاجين الفيزيائي والانشغالي، والتدفئة، عبر تأمين مادة المازوت (غاز أويل) كون طبيعة المنطقة قاسية البرودة شتاء».
بعد فترة الطوارئ تابع المكتب عمله في مرحلة النهوض المبكر، تقول يحفوفي: «توجه المكتب إلى 119 مستهدفاً بينهم 53 شخصاً من ذوي الإعاقات الدائمة، و52 شخصاً ممن استجدت لديهم إعاقات مؤقتة، و14 شخصاً ممن فقدوا مصدر رزقهم من المعوقين. فوضع المنطقة الاقتصادي- المعيشي بشكل عام سيئ جداً، إذ لا فرص عمل متوافرة، حيث إن %75 من المعوقين عاطلون عن العمل، وجزءا من الباقين يعملون أعمالا غير مستقرة كمياومين، أضف إلى ذلك أن المعوقين لا يقوون على تأمين أبسط الاحتياجات اليومية كالطعام، والتدفئة».
ثم تعرض يحفوفي للواقع الاجتماعي، تقول: «لدى الأشخاص المعوقين نقص توعوي كبير بما يخص إعاقاتهم والتعامل مع احتياجاتهم، مع مستوى تعليمي متدنٍّ جداً، وهم أفراد عائلات كبيرة نسبياً بمعدل 6 إلى 10 أشخاص في العائلة الواحدة، كل ذلك في ظل انعدام بيئة هندسية تتلاءم واحتياجاتهم للتحرك والوصول إلى مركز الخدمات، وانعدام وجود برامج تنموية في المنطقة، لذلك انتقلنا إلى العمل الأساسي التنموي، على محورين، الأول توعوي، والثاني للسعي نحو تأمين العمل اللائق للأشخاص المعوقين».
تشرح يحفوفي العمل الحالي للمكتب قائلة: «بما يخص التوعية، بدأنا برنامجاً توعوياً حقوقياً يخول الأشخاص المعوقين التعرف إلى واقع الإعاقة في المنطقة، وإلى حاجاتهم الأساسية ليتخلصوا من المفاهيم التي كرسها المجتمع النائي لديهم، وليتفادوا مضاعفات بعض الإعاقات الحركية كالتقرحات الجلدية، ويخولهم التعرف إلى مبادئ الدمج الاجتماعي، ونعمل على إنشاء مجموعات شبابية من المعوقين لتحمل هموم العمل نحو الدمج في المنطقة باستقلالية تامة، بغض النظر عن وجود مكتبنا ومتابعتنا للموضوع. الجزء الثاني من التوعية يتوجه إلى المجتمع لتمهيد البيئة الاجتماعية قدر الإمكان لتقبل الأشخاص المعوقين والتعرف إلى احتياجاتهم، فأنشأنا شبكة من الجمعيات ومراكز الخدمات الموجودة، سمَّيناها «شبكة دعم الإعاقة»، مهمتها دمج معايير الإعاقة في السياسات المحلية، وتتعاون مع المجموعات الشبابية لنشر الوعي في المنطقة». أما ما يخص العمل وفرصه، فتضيف: «يتضمن هذا المحور دراسة واقع العمل والتوظيف في المنطقة، وهذه الدراسة ستكون موسَّعة كيما تُبنى عليها خطوات ثابتة لتأمين العمل اللائق الذي يتناسب مع قدرات واحتياجات الأشخاص المعوقين».
الأربعاء يونيو 04, 2008 2:56 am
