الهاكرز، هذا اللفظ المظلوم عربيا، يطلق على المتحمسين في عالم الحاسب ولغات البرمجة وأنظمة التشغيل الجديدة، ويستخدم هذا اللفظ ليصف المبرمجين الذين يعملون دون تدريب مسبق.
لقد انتشر هذا المصطلح انتشارا رهيباً في الآونة الأخيرة وأصبح يشير بصفة أساسية إلى الأفراد الذين يلجأون بطريقة غير شرعية،
إلى اختراق أنظمة الحاسب بهدف سرقة أو تخريب أو إفساد البيانات الموجودة بها. وفي حالة قيام المخترق بتخريب أو حذف أي من البيانات الموجودة يسمى كراكر، لأن الهاكر يقوم عادة بسرقة ما خف من البرامج والملفات ولا يقوم بتخريب أو تدمير أجهزة الغير.
بدايتهم
نعود إلى عام 1878م، في الولايات المتحدة الأميركية، كان أغلب العاملين في شركات الهاتف المحلية من الشباب المتحمس لمعرفة المزيد عن هذه التقنية الجديدة والتي حولت وغيرت مجرى التاريخ. فقد كانوا يستمعون إلى المكالمات الشخصية ويغيرون الخطوط الهاتفية بغرض التسلية وتعلم المزيد حتى قامت الشركات بتغيير الكوادر العاملة بها من الرجال إلى كوادر نسائية.
للانتهاء من هذه المشكلة. مع ظهور الكمبيوتر في الستينيات من هذا القرن، انكب المتحمسون على هذا الصندوق العجيب، وظهر الهاكرز بشكل ملحوظ، فالهاكر في تلك الفترة هو المبرمج الذكي الذي يقوم بتصميم وتعديل أسرع وأقوى البرامج، ويعتبر كل من «دينيس ريتشي وكين تومسون» أشهر هاكرز على الإطلاق في تلك الفترة.
لانهم صمموا نظام التشغيل « اليونكس» والذي كان يعتبر الأسرع في عام 1969م. ومع ظهور الإنترنت وانتشاره دولياً، أنتجت شركة IBM عام 1981م جهازاً أسمته/ الكمبيوتر الشخصي/ الذي يتميز بصغر حجمه ووزنه الخفيف بالمقارنة مع الكمبيوترات القديمة الضخمة.
وأيضا سهولة استخدامه ونقله إلى أي مكان وفي أي وقت، واستطاعته الاتصال بالإنترنت في أي وقت. عندها، بدأ الهاكرز عملهم الحقيقي بتعلم كيفية عمل هذه الأجهزة وكيفية برمجة أنظمة التشغيل فيها وكيفية تخريبها، ففي تلك الفترة ظهرت مجموعة منهم قامت بتخريب بعض أجهزة المؤسسات التجارية الموجودة في تلك الفترة.
يوماً بعد يوم ظهرت جماعات كبيرة منافسة، تقوم بتخريب أجهزة الشركات والمؤسسات حتى بدأت هذه المجموعات الحرب فيما بينها في التسعينات من هذا القرن وانتهت بإلقاء القبض عليهم. وقامت مجموعة من البرازيل باختراق 17 موقعاً من الولايات المتحدة الأميركية إلى بيرو، ومن أهمهما موقع «ناسا» تاركة رسالة تقول «لا نرى فارقاً كبيراً بين نظامكم الأمني ونظام حكومة البرازيل... هل فهمتم»؟
أشهر الهاكرز
كيفن ميتنك، الشخص الذي دوّخ المخابرات الأميركية المركزية والفيدرالية FBI كثيراً.قام بسرقات كبيرة من خلال الإنترنت لم يستطيعوا معرفة الهاكر في أغلبها. وفي إحدى اختراقاته، اخترق شبكة الكمبيوترات الخاصة بشركة Digital Equipment Company وسرق بعض البرامج فتم القبض عليه وسجنه لمدة عام.
خرج ميتنك من السجن أكثر ذكاء، فقد كان دائم التغيير في شخصيته كثير المراوغة في الشبكة وكان من الصعب ملاحقته، ومن أشهر جرائمه سرقة الأرقام الخاصة بعشرين ألف بطاقة ائتمان والتي كانت آخر جريمة له.
ويعتبر ميتنك أول هاكر تقوم الFBI بنشر منشورات عنه تطالب من لديه أية معلومات عنه بإعلامها، حتى تم القبض عليه عام 1995 وحكم عليه بالسجن لمدة عام لكنه لم يخرج إلا أواخر عام 1999 وبشرط عدم اقترابه من أي جهاز كمبيوتر لمسافة 100 متر على الأقل.